مع تزايد الحاجة إلى الخدمات الصحية، ونقص الأطباء المتخصصين في العديد من مناطق البلاد، وتزايد الضغط على الكادر الطبي، أصبح الحصول على الاستشارات الطبية المتخصصة أحد الشواغل الرئيسية للمرضى. وتُمثل هذه المسألة تحديًا خاصًا لسكان البلدات الصغيرة أو المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، إذ غالبًا ما يتطلب الحصول على رأي طبي متخصص رحلات طويلة، وإقامة باهظة الثمن، وقضاء وقت طويل في مدن أخرى.

الوضع ليس أفضل حالًا في المدن الكبرى؛ إذ يُجبر المرضى على قضاء ساعات في زحام المدينة والانتظار في طوابير طويلة في العيادات. من ناحية أخرى، يرتبط تقديم الخدمات الطبية أيضًا بالوقت والموقع وعدد الإحالات الكبيرة للأطباء.

صُمم التطبيب عن بُعد لتلبية هذه الاحتياجات وتحقيق العدالة في الوصول إلى الخدمات الطبية؛ فهو منصة ذكية تتيح للأخصائيين الطبيين إرسال الصور والوثائق حتى يتمكن المرضى من تلقي تقارير متخصصة دقيقة وموثوقة دون الحاجة إلى زيارات شخصية.

لا يُسهم هذا الحل الرقمي في خفض التكاليف وتوفير وقت المرضى فحسب، بل يُتيح أيضًا للأطباء المتخصصين فرصة تقديم خدماتهم لمجموعة أوسع من المرضى في مواعيدهم المحددة والاستفادة من خبراتهم بطريقة أكثر استهدافًا.

ومن خلال تقليل الحاجة إلى السفر غير الضروري، يُقلل التطبيب عن بُعد أيضًا من حركة المرور في المدن وبين المدن، مما يُسهم في نهاية المطاف في الحفاظ على البيئة. ومن أهم ميزات هذه المنصة سرعة توفير تقارير الأشعة؛ حيث يُمكن أن يُؤدي التأخير في تقديم التقارير إلى تأخير عملية علاج المرضى.

بالإضافة إلى توفير التقارير المتخصصة، يُتيح التطبيب عن بُعد أيضًا إمكانية التواصل المباشر وتلقي الاستشارات عبر الإنترنت مع أطباء متخصصين من داخل إيران وخارجها. تُتيح هذه الإمكانية تجربة بسيطة وسريعة وآمنة لكل من المرضى داخل البلاد الذين يسعون للتواصل مع الأطباء الإيرانيين المقيمين في الخارج، وللمتحدثين باللغة الفارسية في الخارج الذين يسعون للحصول على المشورة من الأطباء داخل إيران. يُعد التطبيب عن بُعد خطوة ذكية نحو الوصول العادل والسريع والعلمي إلى الخدمات الصحية المتخصصة.